[grade="00BFFF 4169E1 0000FF 00008B 000000"] أسباب كافية لرسم الخيل...
راحلتهم في الغزو ومطيتهم وقت الصيد ورهانهم وقت السباق ..
أسباب كافية لرسم الخيل في شعر العرب : أشكالها ,حركاتها , ألوانها , علاماتها المميزة ,وأهميتها في حياة أصحابها ...
لنقرأ أولاً ( امرئ القيس ) وقد باكر الطير التي مازالت مستقرة في أعشاشها على فرس ماضٍ في السير , قليل الشعر يقيد الوحوش بسرعة لحاقه إياه إضافة إلى كره وفره وإقباله وإدباره معا في قوته التي تشبه الحجر العظيم وقد ألقاه السيل من مكان عال :
وقد اغتدى والطير في وكناتها
بمنجردٍ قيد الأوابـد هيكــلِ
مكرٍ مفرٍ مقبــلٍ مدبرٍ معاً
كجلمودصخرحطه السيل من علِ
وللوصف الحسي , وشكل الفرس نصيب أيضاً ...
وهنا تكثر التشبيهات والمقارنات بين الفرس وبعض الحيوانات الأخرى :
له أيطلا ظبي وساق نعامة
وإرخاءُ سرحان وتقريب تتفلِ
ضليع إذا استدبر ته سدّ فرجه
بيضاف فويق الأرض ليس بأعزل ِ
كأن على المتنين منه إذا أنتحى
مداك عروس أو صلابة حنظل
ذئب !
ولصورة الفرس عند ( طرفة بن العبد ) صورة الذئب وقد اجتمعت له ثلاث خصال : إحداهما كونه شبيه الغضا وهذا أخبث الذئاب , والثانية إثارة الإنسان إياه , والثالثة وروده الماء , وهذان سببان يزيدان في شدة العدو :
وكرّي إذا المضاف مخبّئاً
كسِيدِ الغضا نبّهته المتورد
فطرفة يعطف – في إغاثته – فرساً في يده إنحناءٌ ...
وهذا شيء محمود في الفرس .
معركة ..!
أما عنترة فهو خير من يصف الفرس . وكيف لا ؟! وهي راحلته إلى حبيبته , وأداة السفر في تنقلاته , وصهوته في معاركه :
هَلاّ سألتِ الخيل يا ابنة مالك
إن كنتِ جاهلة بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابح ٍ
نهدٍ تعاوره الكماة مكلمٍ
يدعون عنتر والرماح كأنّها
أشطان بئر في لبان الأدهمِ
فازورّ من وقع القنا بلبانه
وشكا إليَّ بعبرة وتحمحمِ
داحس والغبراء...
إذا كانت معلقة ( زهير بن أبي سلمى ) تخلو من ذكرٍ للخيل , ووصف لها , فإن من أسباب نضمها هو الخيل ..
وبالتحديد ( حرب داحس والغبراء ) .. حينما اجتمع القوم وتذاكروا الخيل وانتهوا إلى أن يُنزل قيس بن زهير العبسي داحساً والغبراء ( الفرسين ) ويُجري رجل من غطفان فرسين أيضاً ..
إعترض ناس من فزارة غطفان داحساً مرتين .. ومع ذلك فقد وصل " داحس " ثانياً .. و " الغبراء " سابقة ..طلب العبسيون حقهم من الرهان , فأباه عليهم الفزاريون . لذا نشبت حرب عرفت باسم " داحس والغبراء " دامت العداوة بسببها أربعين عاماً ..
لكن الحارث بن عوف وهرم بن سنان .. وهما كريمان من غطفان أخمدا النار وحقنا الدماء بما دفعاه من مالهما الخاص , لذلك فقد أفرد الشاعر أبياتاً عديدة في مدحهما .
ونصل إلى معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي , فنقرأ له في سياقها عدداً من الأبيات ... مبرزاً في الأول صفة الغرّ للخيل .. وهي ما تشتهر به , يقول في ذلك في معرض حديثه مادحاً قومه :
وأيام لنا غرٍّ طوال
عصينا الملك فيها أن ندينا
لقد إستعار إحدى أجمل أوصاف الخيل ( الغر ) وشبه بها قبيلته العظيمة , ووقائعها التي لا تزول مع الأيام ..
تركنا الخيل عاكفة عليه
مقلدة أعنتها صفونا
حمامة !
ولدى " لبيد " صورة جميلة للخيل حينما يشبه عنقها بجذعٍ باسقةٍ ومنيفة , يسُهُل عليها أن تعدو سريعة كالنعام ..
وأن تطير كالحمام :
أسهلت وانتصبت كجذع منيفة
جرداء يحصر دونها جرّامها
رفعتها طرد النعام وشله
حتى إذا سخنت وخفّ عظامها
ترقى وتطعن في العنان وتنتحي
ورد الحمامة إذا أجدّ حمامها
هذه بعض مشاهد الخيل عند الشعراء الجاهليين الذين أحبوها حتى أن بعضهم لم يتردد في رفعها إلى منزلة البشر وتحميلها المحمود من صفاتهم ..!!
أتمنى لكم المتعة والفائدة
تقبلوا تحياتي ....!!!![/grade]
Bookmarks